فصل: تفسير الآية رقم (77):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور (نسخة منقحة)



.تفسير الآيات (72- 74):

{وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (72) وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا (73) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74)}
أخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {والذين لا يشهدون الزور} قال: إن الزور كان صنماً بالمدينة يلعبون حوله كل سبعة أيام، وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مروا به مروا كراماً لا ينظرون إليه.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك {والذين لا يشهدون الزور} قال: الشرك.
وأخرج الخطيب عن ابن عباس في قوله: {والذين لا يشهدون الزور} قال: أعياد المشركين.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله: {والذين لا يشهدون الزور} قال: الكذب.
وأخرج عبد بن حميد وابن حاتم عن قتادة رضي الله عنه {والذين لا يشهدون الزور...} قال: لا يساعدون أهل الباطل على باطلهم، ولا يمالؤونهم فيه.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عمرو بن قيس الملائي {والذين لا يشهدون الزور} قال: مجالس السوء.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة {والذين لا يشهدون الزور} قال: لعب كان في الجاهلية.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد عن محمد بن الحنفية {والذين لا يشهدون الزور} قال: الغناء واللهو.
وأخرج عبد بن حميد عن أبي الجحاف {والذين لا يشهدون الزور} قال: الغناء.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن {والذين لا يشهدون الزور} قال: الغناء النياحة.
وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا في ذم الغضب وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإِيمان عن مجاهد {والذين لا يشهدون الزور} قال: مجالس الغناء {وإذا مروا باللغو مروا كراماً} قال: إذا أوذوا صفحوا.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {وإذا مروا باللغو مروا كراماً} قال: يعرضون عنهم لا يكلمونهم.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي {وإذا مروا باللغو مروا كراماً} قال: هي مكية.
وأخرج ابن أبي حاتم وابن عساكر عن إبراهيم بن ميسرة رضي الله عنه قال: بلغني ان ابن مسعود مر معرضاً ولم يقف فقال النبي صلى الله عليه وسلم «لقد أصبح ابن مسعود أو أمسى كريماً، ثم تلا إبراهيم {وإذا مروا باللغو مروا كراماً}».
وأخرج ابن أبي شيبة عن الضحاك {وإذا مروا باللغو مروا كراماً} قال: لم يكن اللغو من حالهم ولا بالهم.
وأخرج ابن جرير عن الحسن في قوله: {وإذا مروا باللغو} قال: اللغو كله المعاصي.
وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {وإذا مروا باللغو مروا كراماً} قال: كانوا إذا أتوا على ذكر النكاح كفوا عنه.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صماً وعمياناً} قال: لم يصموا عن الحق، ولم يعموا عنه، هم قوم عقلوا عن الله فانتفعوا بما سمعوا من كتاب الله.
وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه {لم يخروا عليها صماً وعمياناً} قال: كم من قارئ يقرأها بلسانه يخر عليها أصم أعمى.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس {والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين} قال: يعنون من يعمل بالطاعة فتقر به أعيننا في الدنيا والآخرة. {واجعلنا للمتقين إماماً} قال: أئمة هدى يهتدى بنا، ولا تجعلنا أئمة ضلالة لأنه قال لأهل السعادة {وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا} [ الأنبياء: 73] ولأهل الشقاوة {وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار} [ القصص: 41].
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه {والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين} قال: لم يريدوا بذلك صباحة ولا جمالاً، ولكن أرادوا أن يكونوا مطيعين.
وأخرج ابن المبارك في البر والصلة وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإِيمان عن الحسن أنه سئل عن هذه الآية {هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين} أهذه القرة أعين في الدنيا أم في الآخرة؟ قال: لا والله بل في الدنيا. قيل: وما هي؟ قال: هي أن يرى الرجل المسلم من زوجته، من ذريته، من أخيه، من حميمه، طاعة الله ولا والله ما شيء أحب إلى المرء المسلم من أن يرى ولداً، أو والداً، أو حميماً، أو أخاً مطيعاً لله.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله: {والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين} قال: يحسنون عبادتك ولا يجرون عليها الجرائر {واجعلنا للمتقين إماماً} قال: اجعلنا مؤتمين بهم مقتدين بهم.
وأخرج أحمد والبخاري في الأدب المفرد وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية عن المقداد بن الأسود قال: لقد بعث الله النبي صلى الله عليه وسلم على أشد حال بعث عليها نبياً من الأنبياء في قومه من جاهلية، ما يرون أن ديناً أفضل من عبادة الأوثان، فجاء بفرقان فرق به بين الحق والباطل، وفرق به بين الوالد وولده، حتى إن كان الرجل ليرى والده أو ولده أو أخاه كافراً وقد فتح الله قفل قلبه بالإِيمان ويعلم أنه إن هلك دخل النار، فلا تقر عينه وهو يعلم أن حبيبه في النار. إنها للتي قال الله: {والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين}.
وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ «هب لنا من أزواجنا وذريتنا واحدة».
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة {واجعلنا للمتقين إماماً} يقول: قادة في الخير ودعاة وهداة يؤتم بهم في الخير.
وأخرج الفريابي عن أبي صالح في قوله: {واجعلنا للمتقين إماماً} قال: أئمة يقتدى بهدانا والله تعالى أعلم.

.تفسير الآيات (75- 76):

{أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا (75) خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (76)}
أخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن سهل بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: {أولئك يجزون الغرفة} قال: هي من ياقوته حمراء، أو زبرجدة خضراء، أو درة بيضاء، ليس فيها قصم ولا وهم.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه في قوله: {أولئك يجزون الغرفة} قال: الجنة.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلية عن أبي جعفر في قوله: {أولئك يجزون الغرفة بما صبروا} قال: على الفقر في دار الدنيا.
وأخرج زاهر بن طاهر الشحامي عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن في الجنة لغرفاً ليس فيها مغاليق من فوقها ولا عماد من تحتها قيل: يا رسول الله وكيف يدخلها أهلها؟ قال: يدخلونها أشباه الطير قيل يا رسول الله: لمن هي؟ قال: لأهل الاسقام والأوجاع والبلوى».
وأخرج أحمد عن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن في الجنة غرفة يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها أعدها الله لمن أطعم الطعام، وألان الكلام، وتابع الصيام، وصلى والناس نيام».
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير {أولئك} يعني الذين في هؤلاء الآيات {يجزون الغرفة} يعني في الآخرة {الغرفة} الجنة {بما صبروا} على أمر ربهم {ويلقون فيها} يعني تتلقاهم الملائكة بالتحية والسلام {خالدين فيها} لا يموتون {حسنت مستقراً} يعني مستقرهم في الجنة {ومقاماً} يعني مقام أهل الجنة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عاصم قال: لقي ابن سيرين رجل فقال: حياك الله فقال: إن أفضل التحية تحية أهل الجنة السلام.
وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ {أولئك يجزون الغرفة واحدة بما صبروا ويلقون} خفيفة منصوبة الياء والله تعالى أعلم.

.تفسير الآية رقم (77):

{قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا (77)}
أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما {قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم} يقول: لولا إيمانكم. فاخبر الله أنه لا حاجة له بهم إذ لم يخلقهم مؤمنين، ولو كانت له بهم حاجة لحبب إليهم الإِيمان كما حببه إلى المؤمنين {فسوف يكون لزاماً} قال: موتاً.
وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه {قل ما يعبأ بكم ربي} قال: ما يفعل {لولا دعاؤكم} قال: لولا دعاؤه إياكم لتعبدوه وتطيعوه.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن الوليد بن أبي الوليد قال: بلغني أن تفسير هذه الآية {قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم} أي ما خلقتكم لي بكم حاجة إلا أن تسألوني فأغفر لكم، وتسألوني فأعطيكم.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الزبير، انه قرأ في صلاة الصبح الفرقان، فلما أتى على هذه الآية قرأ {فقد كذب الكافرون فسوف يكون لزاماً}.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن الأنباري في المصاحف عن ابن عباس أنه قرأ {فقد كذب الكافرون فسوف يكون لزاماً}.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن محمد بن كعب في قوله: {فسوف يكون لزاماً} قال: موتاً.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتاده {فسوف يكون لزاماً} قال أبي بن كعب: هو القتل يوم بدر.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال (اللزام) هو القتل الذي أصابهم يوم بدر.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن مردويه عن ابن مسعود قال: قد مضى اللزام كان يوم بدر؛ قتلوا سبعين، وأسروا سبعين.
وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والنسائي وابن جرير والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن مسعود قال: خمس قد مضين: الدخان، والقمر، والروم، والبطشة، واللزام.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة قال: كنا نحدث أن (اللزام) يوم بدر.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد {فسوف يكون لزاماً} قال: يوم بدر.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن أبي مالك. مثله.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن {فسوف يكون لزاماً} قال: ذاك يوم القيامة.
وأخرج الطبراني عن ابن مسعود قال: مضى خمس آيات وبقي خمس منها. انشقاق القمر وقد رأيناه، ومضى الدخان، ومضت البطشة الكبرى، ومضى اليوم العقيم، ومضى اللزام، والله أعلم.

.سورة الشعراء:

.تفسير الآية رقم (1):

{طسم (1)}
أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة قال: اسم من أسماء القرآن.
وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب في قوله: {طسم} قال: الطاء من ذي الطول، والسين من القدوس، والميم من الرحمن.

.تفسير الآيات (2- 9):

{تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (3) إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آَيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ (4) وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ (5) فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (6) أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (7) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (8) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (9)}
أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {لعلك باخع نفسك} قال: لعلك قاتل نفسك {ألا يكونوا مؤمنين}، {إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين} قال: لو شاء الله أنزل عليهم آية يذلون بها فلا يلوي أحدهم عنقه إلى معصية الله {وما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث...} يقول: ما يأتيهم من شيء من كتاب الله إلا أعرضوا عنه، {فسيأتيهم} يعني يوم القيامة {أنباء} ما استهزأوا به من كتاب الله وفي قوله: {كم أنبتنا فيها من كل زوج كريم} قال: حسن.
وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله: {فظلت أعناقهم لها خاضعين} قال: العنق الجماعة من الناس قال: وهل تعرف العربُ ذلك؟ قال: نعم. أما سمعت الحرث بن هشام وهو يقول ويذكر أبا جهل:
يخبرنا المخبر أن عمراً ** أمام القوم من عنق مخيل

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله: {فظلت أعناقهم لها خاضعين} قال: ذليلين.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد قال: الخاضع: الذليل.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {كم أنبتنا فيها من كل زوج كريم} قال: من نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الشعبي {كم أنبتنا فيها من كل زوج كريم} قال: الناس من نبات الأرض. فمن دخل الجنة فهو كريم، ومن دخل النار فهو لئيم.
وأخرج ابن جرير عن ابن جريج قال: كل شيء في الشعراء من قوله: {عزيز رحيم} فهو ما هلك ممن مضى من الأمم يقول {عزيز} حين انتقم من أعدائه {رحيم} بالمؤمنين حين أنجاهم مما أهلك به أعداءه.